(( التفكيكية فى الادب ))
الكاتب // طارق فايز العجاوى
هى من المذاهب النقدية الجامحة والمتطرفة المعاصرة وهدفها التشكيك فى ان يكون للنص الادبى معنى ثابت ولقد اسس هذا المذهب ( جاك دريدا ) الذى حاول ان يبرهن ان هناك عناصر كافية فى النص الادبى تمنع تمركزه او استقراره حول معنى محدد وبذلك يكون قد تحدى البنيوية المعهودة
والثابت ان الرأى عند ( دريدا ) ان تفسير النص يعرض لما هو مكبوت فيه من احتمالات لا متناهية ومن لعبة المعانى التى تضيع عبر مصادر النص او ما اصطلح على تسميته ( بالتناصية ) على كل الاحوال يرى هذا المذهب ان سيكولوجية الانسان تعيش تحت رحمة الجزء اللاواعى من شخصيته والتى يصعب ضبطه او تحديده بشكل دقيق ومن وجهة اخرى فان القيم الانسانية غير ثابتة وهى عرضة للتغيير حسب الظروف المحيطة بها صغيرها وكبيرها ومن جهة ثالثة فان اللغة التى نستخدمها تتطور باستمرار حسب السياق والموقف والنواحى البراغماتية التى تلف النص وتحيط به وهى اعتباطية كما اكد اللغوى الشهير ( سوسير ) ولا يوجد علاقة حتمية او منطقية بين المعنى واللفظ وبناءا على ذلك فان عملية الترميز تتغير لا اللغة بطبيعتها بلاغية وهذه المدرسة تذهب الى ان هناك ذاتية خاصة بين القارىء والكاتب يصعب ايضا تحديدها وهى من انصار - اقصد المدرسة - القراءات المتعددة للنص الواحد
ومن وراء هذه النزعة التفكيكية ليس غريبا باعتقادى تصور مفهوم عبثية الحياة فى كل شىء وهنا تكمن بعض صور الخطورة فاذا كانت حياتنا بلا معنى فيصعب تحديد اى هدف ضمنها وعليه لا يخفى على احد ان دعاة هذه المدرسة اسسوا مذهبهم كردة فعل ضد ( البنيويين ) الذين يصرون على ان للنص الادبى بنية متراصة ومتكاملة دون الاعتماد على اى عنصر خارجى
وبدورنا نسأل كيف يتصدى ادبنا العربى لهذه التيارات النقدية الحديثة المستوردة من الحضارة الغربية والتى بلغت حد الترف الفنى باصرارها على اثارة تساؤلات قد تبدو غريبة علينا وعلى العالم الشرقى بشكل عام ؟ !
والثابت ايها السادة انه فى ادبنا العربى نوع من الثقة والايمان بان الصحيح صحيح والخطأ خطأ وان الدين من عند الله جلت قدرته مصدر القيم الثابتة والمطلقة
اعتقادى ان كتابنا يعتقدون بغائية الحياة وعلى الرغم من وجود اصوات تشكيكية هنا وهناك فانهم على العموم يؤمنون بثبات المبادىء التقليدية من نكران للذات وتضحية وكرم ....... الخ التى تعد قيم مطلقة
على سبيل المثال أيعقل ان نأخذ قصيدة للامام الشافعى ونحاول البرهنة من خلال ايحاءات معينة قد نتصور انها تعنى اشياء واشياء لم تخطر ببال الرجل ؟ وبمعنى اخر اذا كانت اللغة بطبيعتها غير مستقرة كما يرى التفكيكيون فكيف لنا ان نتصور ان امرؤ القيس عنى هذا ولم يتناول ذاك ؟
باعتقادى ان هناك خطر داهم على ادبنا العربى عند محاولتنا اعادة تفسيره او نتركه عرضة للزمن كما حصل مثلا فى التفسير الجديد ل ( هاملت ) رائعة شكسبير المعروفة من خلال اصرار النقاد المحدثين على ان عقدة اوديب هى المعيق الرئيس للبطل فى الثأر لابيه
لا اعلم وهذه حقيقة الى اى مدى سينتهى بنا هذا الشطط الفكرى اذا جاز التعبير وانا ارى حتى مسلمة ديكارت التى يعلمها الجميع التى فحواها ( أنا أفكر اذن انا موجود ) حقيقة تعجز ان تحيط بابعاد المشكلة وذيولها فما هو التفكير وما هو الوجود ومن يستطيع ان يحدد معناهما على اساس مطلق ؟ !
وبعد هل نقحم ادبنا العربى الاصيل فى هذا الخضم الجارف او يكون الحل الوسط هو الاسلم فى مثل هذه الشطحات او نثير او نقبل بعض التساؤلات الغريبة على نصوصنا الادبية سواء منها القديم ام الحديث ثم نركن الى ما هو ظاهر او ما هو اقرب الى الوضوح ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الاسلم والاصح ايها السادة ان نرحب بكل ما هو جديد فى عالم النقد وصدرنا مفتوح للتفكيكية وغيرها من المستجدات على هذه الساحة وفى هذا المنحى (( شريطة )) ان يفسر النص على اسس معقولة ولا ضير ان يتأثر أدبنا العربى بهذه المذاهب طالما توفر لنا الدليل المقنع على اتباع نهج بعينه
وانا ارى ان مبدأ الشك للشك مرفوض جملة وتفصيلا من اساسه وارى ايضا ان معالجة النص الادبى يجب ان تكون ضمن اطر لغوية وبلاغية محددة ولكن البعض قد يقول انه يصعب ان نحد المعنى فى النص الادبى موطن الابداع والخلق والخيال والسحر نقول لهؤلاء ان العمل الادبى باشكاله المختلفة من شعر ونثر ......... الخ هو وحدة متكاملة تفسر ضمن سياقات محددة معينة وطالما كان هذا التفسير منسجما ومتجانسا مع وحدة النص فنحن معه قلبا وقالبا
اما ان نتعب انفسنا فى التقصى عن عناصر قد تبدو لنا انها مشروعة لتفكيك وهدم وحدة النص فهذا مرفوض بكل ابعاد هذه الكلمة
والقادم ايها السادة اخطر وهو ما وراء التفكيكية وقد يكون الشك فى الشك ذاته والاكمة تخفى ما تخفى فعلينا الحذر وتجاوز اثار كل ما هو دخيل قد يقصينا عن الحق والصواب فيما يخص ارثنا الادبى العظيم
***************** ولله الامر من قبل ومن بعد
الكاتب // طارق فايز العجاوى
الكاتب // طارق فايز العجاوى
هى من المذاهب النقدية الجامحة والمتطرفة المعاصرة وهدفها التشكيك فى ان يكون للنص الادبى معنى ثابت ولقد اسس هذا المذهب ( جاك دريدا ) الذى حاول ان يبرهن ان هناك عناصر كافية فى النص الادبى تمنع تمركزه او استقراره حول معنى محدد وبذلك يكون قد تحدى البنيوية المعهودة
والثابت ان الرأى عند ( دريدا ) ان تفسير النص يعرض لما هو مكبوت فيه من احتمالات لا متناهية ومن لعبة المعانى التى تضيع عبر مصادر النص او ما اصطلح على تسميته ( بالتناصية ) على كل الاحوال يرى هذا المذهب ان سيكولوجية الانسان تعيش تحت رحمة الجزء اللاواعى من شخصيته والتى يصعب ضبطه او تحديده بشكل دقيق ومن وجهة اخرى فان القيم الانسانية غير ثابتة وهى عرضة للتغيير حسب الظروف المحيطة بها صغيرها وكبيرها ومن جهة ثالثة فان اللغة التى نستخدمها تتطور باستمرار حسب السياق والموقف والنواحى البراغماتية التى تلف النص وتحيط به وهى اعتباطية كما اكد اللغوى الشهير ( سوسير ) ولا يوجد علاقة حتمية او منطقية بين المعنى واللفظ وبناءا على ذلك فان عملية الترميز تتغير لا اللغة بطبيعتها بلاغية وهذه المدرسة تذهب الى ان هناك ذاتية خاصة بين القارىء والكاتب يصعب ايضا تحديدها وهى من انصار - اقصد المدرسة - القراءات المتعددة للنص الواحد
ومن وراء هذه النزعة التفكيكية ليس غريبا باعتقادى تصور مفهوم عبثية الحياة فى كل شىء وهنا تكمن بعض صور الخطورة فاذا كانت حياتنا بلا معنى فيصعب تحديد اى هدف ضمنها وعليه لا يخفى على احد ان دعاة هذه المدرسة اسسوا مذهبهم كردة فعل ضد ( البنيويين ) الذين يصرون على ان للنص الادبى بنية متراصة ومتكاملة دون الاعتماد على اى عنصر خارجى
وبدورنا نسأل كيف يتصدى ادبنا العربى لهذه التيارات النقدية الحديثة المستوردة من الحضارة الغربية والتى بلغت حد الترف الفنى باصرارها على اثارة تساؤلات قد تبدو غريبة علينا وعلى العالم الشرقى بشكل عام ؟ !
والثابت ايها السادة انه فى ادبنا العربى نوع من الثقة والايمان بان الصحيح صحيح والخطأ خطأ وان الدين من عند الله جلت قدرته مصدر القيم الثابتة والمطلقة
اعتقادى ان كتابنا يعتقدون بغائية الحياة وعلى الرغم من وجود اصوات تشكيكية هنا وهناك فانهم على العموم يؤمنون بثبات المبادىء التقليدية من نكران للذات وتضحية وكرم ....... الخ التى تعد قيم مطلقة
على سبيل المثال أيعقل ان نأخذ قصيدة للامام الشافعى ونحاول البرهنة من خلال ايحاءات معينة قد نتصور انها تعنى اشياء واشياء لم تخطر ببال الرجل ؟ وبمعنى اخر اذا كانت اللغة بطبيعتها غير مستقرة كما يرى التفكيكيون فكيف لنا ان نتصور ان امرؤ القيس عنى هذا ولم يتناول ذاك ؟
باعتقادى ان هناك خطر داهم على ادبنا العربى عند محاولتنا اعادة تفسيره او نتركه عرضة للزمن كما حصل مثلا فى التفسير الجديد ل ( هاملت ) رائعة شكسبير المعروفة من خلال اصرار النقاد المحدثين على ان عقدة اوديب هى المعيق الرئيس للبطل فى الثأر لابيه
لا اعلم وهذه حقيقة الى اى مدى سينتهى بنا هذا الشطط الفكرى اذا جاز التعبير وانا ارى حتى مسلمة ديكارت التى يعلمها الجميع التى فحواها ( أنا أفكر اذن انا موجود ) حقيقة تعجز ان تحيط بابعاد المشكلة وذيولها فما هو التفكير وما هو الوجود ومن يستطيع ان يحدد معناهما على اساس مطلق ؟ !
وبعد هل نقحم ادبنا العربى الاصيل فى هذا الخضم الجارف او يكون الحل الوسط هو الاسلم فى مثل هذه الشطحات او نثير او نقبل بعض التساؤلات الغريبة على نصوصنا الادبية سواء منها القديم ام الحديث ثم نركن الى ما هو ظاهر او ما هو اقرب الى الوضوح ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الاسلم والاصح ايها السادة ان نرحب بكل ما هو جديد فى عالم النقد وصدرنا مفتوح للتفكيكية وغيرها من المستجدات على هذه الساحة وفى هذا المنحى (( شريطة )) ان يفسر النص على اسس معقولة ولا ضير ان يتأثر أدبنا العربى بهذه المذاهب طالما توفر لنا الدليل المقنع على اتباع نهج بعينه
وانا ارى ان مبدأ الشك للشك مرفوض جملة وتفصيلا من اساسه وارى ايضا ان معالجة النص الادبى يجب ان تكون ضمن اطر لغوية وبلاغية محددة ولكن البعض قد يقول انه يصعب ان نحد المعنى فى النص الادبى موطن الابداع والخلق والخيال والسحر نقول لهؤلاء ان العمل الادبى باشكاله المختلفة من شعر ونثر ......... الخ هو وحدة متكاملة تفسر ضمن سياقات محددة معينة وطالما كان هذا التفسير منسجما ومتجانسا مع وحدة النص فنحن معه قلبا وقالبا
اما ان نتعب انفسنا فى التقصى عن عناصر قد تبدو لنا انها مشروعة لتفكيك وهدم وحدة النص فهذا مرفوض بكل ابعاد هذه الكلمة
والقادم ايها السادة اخطر وهو ما وراء التفكيكية وقد يكون الشك فى الشك ذاته والاكمة تخفى ما تخفى فعلينا الحذر وتجاوز اثار كل ما هو دخيل قد يقصينا عن الحق والصواب فيما يخص ارثنا الادبى العظيم
***************** ولله الامر من قبل ومن بعد
الكاتب // طارق فايز العجاوى